هل خطر علي بالك وانت تتامل السماء في ليله صافيه انك لا تري من هذه السماء الا %5 وربما اقل من محتوياتها مهما استخدمت من مناظير ومجسات وادوات استشعار.. وان %95 من محتويات هذه السماء وربما أكثر تظل محجوبه عنك.. لانها كتل سوداء مظلمه لا يخرج منها ضوء وسحب من العوالق والاتربه ممتده متراميه بلا حدود.
ويقول رجال الفلك ان هذه الماده السوداء المظلمه هي مجموع الغبار الكوني وسحب الغاز البارد وفقاعات كونيه سابحه في الفضائ وكتل ماديه جوفاء وثقوب سوداء ونيازك وبقايا نجوم ميته.. وجسيمات دقيقه وفتافيت ذرات هائمه في تجمعات سحابيه مثل البروتونات والنيوترونات والباريونات والكواركات وجسيمات النيوترينو التي تخترق الارض وتخرج من الناحيه الاخري في سرعات مذهله مثل السهام الخفيه.. هذا عدا الاجسام الكبري العملاقه كالنجوم والشموس والمجرات والكواكب والتوابع والاقمار التي تدور في افلاكها.
وافتراض وجود هذه الماده السوداء الخفيه كان سببه ان النجوم والشموس والكواكب والكتل المجريه العملاقه لا تكفي بمجموع كتلاتها للاحتفاظ بتماسك مجموع الكون ككل.. وتاثيرها الجذبي لا يكفي لجمع شمل العناقيد الكونيه الهائله من مجرات وتوابع لتسبح في اسره متحاضنه كما نراها.. وكان لابد ان تنفرط لولا وجود هذه الماده المفترضه
والمعضله معضله حسابيه واحصائيه, فحاصل جمع الكتل الموجوده والمرئيه بمناظيرنا وكاميراتنا الفضائيه ومجساتنا لاشعه اكس واشعه جاما والاشعه تحت الحمرائ ومنظار هابل تقول ان مجموع الماده الموجوده اقل بكثير من المقدار الذي يفسر هذا التماسك الجذبي القائم
ولو ان مانري هو كل الماده الموجوده لكان لابد ان ينفرط هذا الكون بددا ويتناثر في الفضائ ويضيع ويبرد وينطفيئ ولا يجتمع له شمل.. فهناك حد ادني من الكتله لتكون هناك قبضه تمسك البنيان الكوني.. وكان لابد من الافتراض ان اكثر من تسعين في المائه من ماده الكون خافيه وغير منظوره ولا يخرج منها اي ضوئ يدل عليها.. وانها لابد ان تكون موجوده قطعا رغم اننا لا نراها لتكون هناك تلك القبضه الملحوظه التي تمسك بالكون المرئي
وعلمائ الجاذبيه يوكدن ان هناك حدا ادني من الكتله لتتماسك هذه الاسره الهائله من المجرات والنجوم والشموس والكواكب والاقمار ولترحل كما نراها وهي متحاضنه في هذا الفضاء اللانهائي.
فاذا كانت الكتله اكبر فان المجموعه تنهار علي بعضها وتنكمش وتتكدس وتتضاغط وتنصهر ويجري عليها اقصي درجه من الهرس الجذبي وترتفع درجه حرارتها وتتحول الي عجينه ناريه.
ثم تنضغط الي حد اقصي من الانضغاط والي حد اقصي من الصغر.. ثم تعود فتنفجر وتتمدد وتتناثر في الفضائ لتعيد قصه الانفجار الاول الذي بدا به الكون.. ثم تنتشر في السماوات السبع وتتشكل علي صوره نجوم وشموس ومجرات سابحه مرتحله.. كما هي في عالمنا المشهود الان.
وتظل تتمدد وتتباعد بفعل قوه الانفجار حتي تخمد هذه القوه.. فينشا مايسمي بالكون المتعادل بين قوتين.. القوه الجاذبه المركزيه.. والقوه الطارده المركزيه ويستمر هذا الكون عده مليارات اخري من السنين
فاذا استمر التباعد وتغلبت القوه الطارده المركزيه علي القوه الجاذبه المركزيه بسبب صغر الكتله فان القبضه تظل تضعف وتضعف ثم يتناثر الكون بددا في الفضائ.. وذلك هو الكون المفتوح في لغه علمائ الفلك.. فهو في تمدد ابدا وفي تناثر دائما لا يجتمع له شمل
واذا حدث العكس بسبب ضخامه الكتله الماديه فان الكون ينهار علي بعضه بسبب ثقله ثم ينكمش ويتضاغط الي نقطه الانفجار الاول.. وذلك هو نموذج الكون المغلق في لغه
عدل سابقا من قبل DrEaM في الجمعة 14 أكتوبر 2011, 12:44 am عدل 1 مرات (السبب : تكبير الخط)